الرئيسية / الفعاليات العلمية / مقالات / تعلم اللغات الأجنبية / مقالة بقلم الدكتور محمد القزاز

تعلم اللغات الأجنبية / مقالة بقلم الدكتور محمد القزاز

يعتبر تَعلمُ اللغاتِ الأجنبيةِ في وقتنا الحالي من أهم أدوات التميز والأبداع، فتعلم اللغة الأجنبية يفتحُ آفاقاً ومجالاتً كبيرةً ومتعددة. فليسَ هناكَ عمراً محدداً لتعلمِ اللغةِ الجديدةِ. يكفي أن يُقررٌ الفردٌ ذلكَ، ويكونُ لديهِ روحِ المبادرةِ والإصرارْ. يمكن القول إن سنَ الطفولةِ هو الفرصةُ الرائعةً لتعلمِ اللغاتِ وإتقانها والتحدثُ بها بطلاقةٍ، ويمكن القول أن جميع الفترات الزمنية المتتالية يمكن أن يكونَ فيها ذلكَ المواعز الذي يسمح بتعلم اللغة. من الضروري تَحديدُ الهدفِ من تعلمِ اللغةٍ الجديدةٍ بدقةٍ، لذا قبلَ أن نبدأَ يجبُ علينا تحديدُ الهدفَ في ذلكَ، حيثُ سيكونَ ذلك أسهلٌ علينا، وسيزيدُ من شغفِنا وإصرارنا على التعلمِ حتى لو كان هدفنا بسيطاً. فمثلاً أننا نتعلم لأننا نحبُ تعلمَ اللغاتِ، فنضيف لملفاتِ ذاكرتنا لغةً أخرى جديدة. ضروري أن نضعَ خطةً زمنيةً للتعلمِ، ونحاولُ التدرجَ من مستوى لآخر‘ حيثُ يمكن معرفة المستوى، ومتابعةَ وحصرِ الإنجازات اللغوية الخاصةَ بذلك. الأصغاء هو من أهم مقوماتِ تعلمِ اللغة وإتقان لهجة الناطقين بها، مع الإتقان للبناء اللغوي الصحيح، فمثلاً لابأس من البدء بمشاهدة الأفلام والمسلسلات والأخبار الناطقة بلغة التعلم، هذا سيساعدنا كثيرا وسيوفر علينا وقتاً وجهداً. أمرٌ آخر يتمثل بمحاولة أيجاد محيط يمكن من خلاله ممارسةِ ما نتعلمهُ كل يوم، حتى لو كنا نتعلمُ ذاتيا أو عن طريق الإنترنت دون معلمٍ. أضافةً الى محاولةِ البحث عن الأصدقاءِ من خلالِ وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات تبادل اللغاتِ. هذا الأمرُ ضروري كثيرا، قد نحصلُ أيضا على عملٍ من ذلك التبادل قد يكون هناكَ من هو مهتماً بنفسِ هذه اللغةِ ويرغبُ في تعلمها أيضا.
من الأمورِ الأخرى المهمةِ في تعلمِ اللغةِ هو التركيزُ عند التحدثِ، لأن إتقان اللغة يعتمدُ بالدرجة الأولى على كلام المتحدث، لذلك على متعلم اللغةِ أن يكون هادئ وصبور وجريء عند التحدثِ حتى لو كان يتحدثُ بشكلٍ خاطئ في أولِ الأمر. من الخطأ سيأتي الصواب وسوف يُعتاد على ذلكَ بالتكرارِ والتجربةِ، فالقدرةِ على التحدثِ ستحددُ القدرةِ على إتقانِ اللغةِ بشكلٍ كبيرٍ وناجحْ. قد أصبحَ تعلمُ اللغةِ الأجنبيةِ يوفرُ العديدَ من فرصِ العملِ الرائعة في مجال الترجمةِ والتدوينِ والتدريس؛ وأصبحت له منصاتٌ غنيةٌ بالمصادرِ والأدواتِ التي تُمكنُ أي شخصٍ أن يساهمَ في تعليم لغتهِ الأمُ للآخرين، كما أن تلكَ المنصاتِ تمكنه أيضا من تعلمِ أي لغةٍ أخرى قد تعلَّمَها وأصبحَ يتقنها بدرجةٍ تسمحُ له تمريرها للآخرينَ. ولا يشترط في ذلك حصوله على شهاداتٍ أكاديميةٍ أو معوقاتٍ رسميةٍ في ذلكَ، أكثر من إتقانه للغةِ، واتباعهِ الأساليبَ المشوقةَ في العرضِ، وتحبيبُ المتلقي في التعلُمِ ليصبحَ معلماً محترفاً وله متابعينَ في كافةِ أنحاءِ العالمِ.

شاهد أيضاً

أهمية الرواية و ضرورتها.. بقلم الدكتور إياد عطية شهد

الرواية بشكل عام فن نثري طويل نسبيًا، غربي النشر والتطور، وصل إلى البلاد تطور، واستقل، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.